الرئيسية » أخبار بلدنا » شو بدو يصير؟ » الأربعاء في المحطّة: رحلة البحث عن عدن
الأربعاء في المحطّة: رحلة البحث عن عدن
20/08/2014 - 19:22
 
دعت "القوس"،  بالتعاون مع "المحطّة"، للمشاركة في اللقاء الرابع لـ"هوامش" -مُلتقى حول قضايا التعدديّة الجنسيّة والجندريّة- تحت عنوان "رحلة البحث عن عدن"، في مداخلة يُقدّمها المحاضر اسماعيل ناشف، وذلك يوم الأربعاء، 28 آب 2014، في تمام الساعة السابعة مساءً في المحطّة في حيفا.
 
عن المداخلة:
 
لا تكتفي الجماعات الإنسانية بما كان وأو بما هو قائم، بل تسعى دوماً إلى خلق ذاتها من جديد على أعتاب ما تجري صياغته على أنه الأمثل/الأفضل/الأرقى. واللافت للنظر في هذه المساعي، على تنوعها وعمق تجذرها في الوعي الجماعي، أنها تنبثق من تشكيلة معينة من حاضر الآن/الهنا، بما هي حركات ذات اتجاهات مختلفة، وأحياناً يعرض هذا السعي على أنه مسار حتمي، لها.

تهدف هذه المداخلة إلى استقصاء مفهوم المدينة في السياق الفلسطيني الآني. فبينما تقوم جل المداخلات في هذا الشأن بطرح مفهوم حداثيّ، مع تحويرات عدة، للمدينة الفلسطينية المبتغاة، فإن الطرح الأساسي لهذه المداخلة سيقوم بإنشاء مرجعيات مدنيّة ترى في المدينة الحداثية كطبقة علائقية ضمن بنية متحركة وثرية من الطبقات. إن المدينة الحداثية هي جزء من الإرث الاستعماري، ومن هنا فإن التحرر من الاستعمار يشمل، بدايةً، التحرر من مفهوم المدينة الحداثيّة كيوتوبيا فلسطينية، حيث بالضرورة يؤدي غرس هذه اليوتوبيا في الوعي الجمعي إلى البحث عن صورة جماعية متخيلة بناء على صورة المُستعمِر المتخيلة. فما هي المسالك الممكنة في حال نفينا احتكار النموذج الحداثيّ ليوتوبيا المدينة الفلسطينية؟

 
سنحاول في هذه المداخلة فتح باب النقاش عبر ثلاثة محاور أساسية في النسيج العمراني الفلسطيني الحالي، كما العلاقات فيما بينها. المحور الأول هو محور أفقيّ مركب من العلامات البنائية التالية: الشتات، مخيم اللاجئين، القرية، المدينة، ومدنية الواقع الافتراضي بما هي حيز عام له صفات محددة. أما المحور الثاني فهو محور عموديّ ويتركب من العلامات البنائية التالية: الإرث العربي الإسلامي على مراحله المختلفة، والإرث الاستعماري، والإرث الوطني الفلسطيني في انبثاقه من، كما في انشباكه مع، المدينة العربية المعاصرة، تحديدًا تجربة بيروت في سبعينيات القرن العشرين. أما المحور الثالث فهو الممارسات اليومية غير النسقية التي يقوم الفلسطنيونات من خلالها بتحديد طبقة من معالم مدينيَتهم في الانواع المختلفة من الفضاء المتأتية من المحورين السابقين. إن فحص إمكانية البحث عن تصور وشكل للمدينة الفلسطينية عليه فحص هذه المحاور والعلاقات الممكنة بينها.
 
إن تناول هذه المحاور الثلاثة، كما علاقاتها المتبادلة، سيمكننا من طرح مقاربة نقدية لـ"عدن" الفلسطينية، مقاربة تشكل تجاوز للراهن الاستعماري الإشكالي. وفي "عدن"، بما هي المدينة الفاضلة، لا نقيم بل نسعى إليها من مختلف مسالك المأساة الفلسطينية ومشاربها، وما سنطرحه هنا هو مقاربة تحويريّة على ما يمكن اشتقاقه من النموذج المثالي لـ"عدن"، كما ~ عدن الواقع المعيش.
 
عن ملتقى هوامش:
 
ملتقى شهري فكري عن مواضيع التعددية الجنسية والجندرية تنضمه مجموعة ناشطين وناشطات من القوس في مدينة حيفا.
 
هوامش وهي جمع لهامش، وهو اسم فاعل من هَمَشَ، وهَمَشَ القومُ: تحرَّكوا كما هَمَشَ الشيءَ هَمَشَ ُ هَمْشًا : جَمَعَه, والهامِش: جزء خالٍ من الكتابة حول النص في الكتاب المطبوع أو المخطوط. لذا فنحن نطمح لتجميع القوم في "ملتقى هوامش" لنتحرك معا لنقاش قضايا التعددية الجنسية والجندرية، وتعبئة الجزء الخالي في الخطاب السائد في التنظيم المثلي والكويري المحلي بشكل خاص، والنشاط الجنساني الأوسع بشكل عام، وذلك كمحاولة لخلخلته وتوسيع نطاقه.كذلك، يُعرّف الهامش بأنه كل ما تُرك جانباً أو أُهمل، لذا فاننا نستعمل "هوامش" لتفكيك ثُنائية الهامش والمركز، ولا نرى هامشاً واحداً يعمل كمساحة ضيقة بعيداً عن نواة المركز، بل "هوامش" هي نتاج تراكمي لحالات تهميش لمواضيع عديدة – ومنها مواضيع الجنسانية – والتي تُمارس على نطاق المركز بأجمله.

 

شارك الخبر