ندعوكم إلى حضور ندوة موقف! الثانية : نضال نسوي منفصل ام جزء من نضال اوسع  وذلك يوم 11 آذار الساعة السابعة مساء في المحطّة، شارع يافا 55، في حيفا

أصوات – نساء مثليّات فلسطينيّات هي حركة نسويّة مثلية من أجل العدالة والحرية في المجتمع الفلسطيني. تسعى منذ تأسيسها عام 2002 إلى بناء مجتمع فلسطينيّ يحترم تعدّديته بكافة أطيافه واختلافاته ويتقبّل ويتعاون مع المثليّات والمثليّين كونهم جزءًا لا يتجزّأ من نسيجه، مجتمع يحقّق به الفرد ذاته ويكون شريكًا في اتّخاذ القرارات وفي النضال من أجل نيل الحرّيّات كافة.

لإيماننا بأنّ حقوق الإنسان لا تتجزّأ، وأنّه لا يُمكننا كفلسطينيين أن نناضل من أجل استقلالنا وحرّيّتنا، وأن نضرب، في الوقت نفسه، عرض الحائط بحقوق المستضعفين فينا والمختلفين عنّا. والعكس صحيح، فنحن نرى أنّ أيّ نضالٍ حقوقيّ مثليّ أو نسويّ لا يعمل على تحرير الإنسان الفلسطينيّ هو نضالٌ منقوص. لقد أطلقت "أصوات" سلسلة لقاءات تحت عنوان "موقف!"، وهي تطرح عددًا من المعضلات في المجتمع الفلسطينيّ، وتتطرّق إلى أبعادها وانعكاساتها على النضال التحرّريّ الجماعيّ القوميّ والفرديّ، على وجه الخصوص النضال المثليّ والنسوي، وكذلك الوقوف عند التحدّيات والمخاطر التي تقف في وجه الأفراد والمجموعات العاملة في هذه المجالات، وما هي سبل العمل لمواجهتها والتصدّي لها.

وقد تصدّر موضوع العنف  لقاءات "موقف!"، وذلك لكونه ظاهرة خطيرة وملموسة تطال بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا وبلداتنا. فنحن محاطون ومحاطات، طوال الوقت، بمشاهد عنف ليس لكوننا فلسطينيّين نعيش ضمن نظام عنصريّ واحتلال يفرز حروبًا ومجازر فحسب، أو حتى بسبب مشاهدتنا صورًا وفيديوهات لرؤوس مقطوعة، إذ يكفي أن نتصفّح المواقع الصحفيّة المحليّة أو أن ننظر حولنا لنرى كمّ حوادث العنف والعنصريّة والطائفيّة وفوضى السلاح والإجرام وقتل النساء والتحرّشات الجنسيّة وغير ذلك.

وقد أخذنا مدينة حيفا كمثالٍ كوننا موجودات فيها ونعمل انطلاقًا منها، وقد قمنا باستضافة كلّ من مخطّط المدن والناشط عروة سويطات، والباحثة في علم الاجتماع والتربية د.سهاد ظاهر ناشف، حيث استعرض الأوّل نتائج ومعطيات بحثين أجراهما حول موضوع العنف في مدينة حيفا واستطلاع آراء الشّباب وطلاب المدارس، وكذلك السكان ممّن هم فوق سنّ 18 عامًا. كما تطرّق إلى الحراك الذي حدث إبان مقتل الشاب محروس زبيدات، والخطوات والتحدّيات التي واجهها الحراك، ولخّص بأن لمشكلة حيفا ولتفشّي العنف عدّة أسباب، أهمّها عدم وجود ترابط اجتماعيّ وشعبيّ منظّم بسبب سياسات السلطات المحليّة وعدد من إدارات المدارس، إضافة إلى أنّ ما يقارب نصف المجتمع الفلسطيني في حيفا يعاني الفقر والبطالة، الأمر الذي يزيد من الشّعور بالقهر لدى السكّان وهو ما يتمثّل، غالبًا، بالظواهر العنيفة.

وتحدّثت سهاد ظاهر ناشف عن موضوع قتل النساء، وقامت باستعراض آخر الإحصاءات والبحوث في المجال وبطرح عدة تساؤلات ليتمّ الإجابة عنها كمختصّة في موضوع قتل النساء في المجتمع الفلسطيني، ومنها هل يختلف قتل النساء في العالم فعلاً؟ كما تطرّقت الباحثة إلى قضية مقتل ألاء ظاهر وتواطؤ المؤسّسة الإسرائيليّة والشرطة مع المجرمين، وبالتالي الفرار من العقاب، وهي سياسة منهجيّة تهدف إلى إبقاء الحال على ما هي عليه وتفكيك المجتمع الفلسطيني، وحتى قتل نسائه.

إنّ الندوات في حيفا ما هي إلا نقطة انطلاقة نأمل من بعدها أن نصل إلى كافة المناطق من الجنوب إلى الشمال، مرورًا بالمركز. هذه اللقاءات هي محاولة لفهم المشاكل التي من حولنا والحثّ على أخذ مسؤوليّة واتخاذ موقف من هذه الظاهرة المأساويّة والعمل على التصدّي لها من أجل الارتقاء بمجتمعنا والحدّ من مظاهر العنصريّة والعنف والكراهية  فيه. "موقف!" هو نداء للناشطات والناشطين والمعنيّات والمعنيّين بالتغيير إلى أخذ موقف والدعوة إلى توحيد النضال والعمل سوية.